المحاضرة الثالثة

العمر العقلى : يتطلب القياس وحدة معينة , فلا مقياس دون وحدة فالطول يقاس بمقياس الأطوال ( المتر أو الياردة وحدة ) والوزن ( الرطل أو الكيلو جرام ),وأى وحدة من هذه الوحدات يمكن أن نقسمها إلى أجزاء متساوية .

ماهى الوحدة فى القياس العقلى ؟

أن بينيه يعتبر أول من وضع لنا مفهوم الوحدة فى القياس العقلى فقد افترض بينيه أن الطفل الغبى, المتأخر عقليا , يشبه الطفل السوى , يبدو أنه متخلف عن النمو العقلى , أى أن افتراض بينيه هو أن الطفل الغبى يلك فى الأختبار سلوك طفل سوى أصغر منه سنا وبالتالى أن لكل طفل عمرا عقليا معينا.

تعريف العمر العقلى :ـ

· أن العمر العقلى فى اختيار ماهو مجموع الأجابات الصحيحة التى تناسب عمرا زمنيا معينا.

· أن العمر العقلى بأنه مستوى الذكاء الذى بلغه الفرد فى الوقت الذى يجرى عليه المقياس

· أن العمر العقلى هو ذكاء الفرد بالقياس إلى أفراد آخرين من نفس سنة .

نسبة الذكاء :

مقياس بينيه طريقة فى التطبيق لوحظ أن العمر العقلى وحدة غير كاف فالطفل المتأخر عقليا عاما واحدا وهو فى سن الخامسة لا يتأخر عاما عقليا واحدا فقط فى العاشرة بل يتأخر عامين أى أن الفرق النسبى يحب ان يظل ثابتا .

العمر العقلى

نسبة الذكاء = --------------- X100

العمر الزمنى

خصائص نمو الذكاء فى مراحل النمو المختلفة :

1- مرحلة المهد والطفولة المبكرة : معدل النمو فيها سريع نمطه كتلى أى تتداخل المكونات ويعتمد كل منها على الأخر بحيث يصعب تميز بعضها عن البعض

2- مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة : يقل معدل النمو نسبيا ويقل التداخل بين مكونات الذكاء , تتميز المكونات الخاصة بالمستوى الحسى والحركى عن المكونات الخاصة بالمستوى الأدراكى وتظهر بعض المكونات الخاصة بالمستوى الأرتباطى والعلاقى ولاتزال المكونات بكل مستوى غير متمايزة وشديدة التداخل .

3- مرحلة المراهقة والرشد : معدل النمو فى مرحلة المراهقة أسرع من أى مرحلة سابقة ويصل قمة النمو فى سن 16 إلى 18 سنة ثم يأخذ مستوى الذكاء . فى الأنحدار ببطء شديدا إبتداء من حوالى 30 سنة وبعد الخمسين تزداد سرعة هذا الأنحدار نسبيا لكنه إنحدار تدريجى غير ملحوظ ويمكن الكشف عنه الأ بالأختبار الدقيق أما وقوف نمو مستوى الذكاء عند سن 16 إلى 18 لا يعنى وقوف نمو الخبرة والتعلم وكا ما يعنيه أن مستوى الذكاء كما تقيسه المقاييس واحد لكل منها .

ومن الابحاث الكثيرة فى هذا المجال أمكن التوصل الى النتائج الأتية :

1- درجات الأطفال فى إختبارات الذكاء قبل سن الثانية لا تتنبأ بدقة فى إداء الأطفال أنفسهم فى اختبارات الذكاء بعد ذلك

2- تصيح درجات إختبارات الذكاء اكثر استقرارا وثباتا بتقدم الأطفال فى السن على اساس كلما أقترب الفرد من مستوى النضج أو من حدود النمو فى عملية معينة يصبح من المحتمل ان تقل الذبذبة إلى حد ملوظ كما كان عليه الحال فى مرحلة سابقة









طرق قياس الذكاء فى مراحل النمو المختلفة :

أولا : فى مرحلة الطفولة المبكرة والوسطى والمتأخرة :

يقاس الذكاء كمفهوم عام وذلك باستخدام مقاييس القدرة العامة أو الذكاء العام للأطفال وذلك لنمط النمو الكتلى للذكاء فى هذه المراحل الذى يعنى تداخل المكونات مع بعضها البعض سواء بالنسبة للمستوى الواحد أو بين المستويات المختلفة

ثانيا : فى مرحلة المراهقة والرشد :

يصعب فى هذه المرحلة تقدير المستوى الكلى لذكاء المراهق أو الراشد بناء على مستوى ادائه فى بعض عمليات عقلية معينة , بل لابد من قياس جميع أنواع قدراته المتمايزة فى هذه المرحلة ومستوياته العقلية المختلفة.

ولدراسة النمو العقلى وقياسه تتبع احدى الطريقتين الأتيتين أو ربما تستعمل الأثنتان معا .

1- الطريقة الطولية :









3- الطريقة المتعرضة :



ثبات نسبة الذكاء :

وجد أن نسبة ذكاء الفرد الواحد تظل ثابتة أو تتغير تغيرا طفيفا جدا اذا قيس ذكاؤه مرتين بينهما عام أو اكثر منه بقليل غير انه اذا طالت الفترة بين القياسين تغيرت نسبة الذكاء فى المتوسط زيادو أونقص بين 5و10 درجات مع إستثناء حالات قليلة جدا كان النغير فيها من 10و25 درجة .

· العوامل التى تؤثر فى الذكاء

1- الشخصية والتغير فى نسبة الذكاء : ان الأطفال الذين تزداد نسبة ذكائهم لديهم دافعية عالية للاداء الجيد فى الأختبار وللاستفادة من الفرص التى تسنح لهم للتعلم وهم لذلك يجمعون معلومات وظيفية أكثر ويصبحون أكثر فاعلية فى التعلم وحل المشكلات .

2- الأثراء النفسى والتغيير فى نسبة الذكاء : أثبتت العديد من البحوث وجود فروق جوهرية نتيجة لاثراء البيئة النفسية للطفل فى سن ماقبل المدرسة وتوصى هذه البحوث بأن توفير بيئة غنية بالأستثارة العقلية يؤدى الى زيادة ملحوظة فى درجات ذكاء الأطفال .

3- المستوى الأجتماعى والأقتصادى وعلاقتهما بالذكاء : أوضح العديد من البحوث وجود علاقة طردية بين ذكاء الاطفال والمستوى الاقتصادى لآبائهم حيث وجد ان الدرجات المرتفعة ترتبط بالعوامل الاجتماعية الاقتصادية مثل المعيشة فى جماعات اكبرأو بالقرب منها والدراسة بمدارس أكبر وقيمة الحاصلات الزراعية التى تباع فى المنطقة .

4- أثر التعليم : أن التطرف فى البيئة التعليمية خصوبة وفقرا ويمكن أن يحدث فرقا قد يصل الى عشرين فى المائة من درجات القدرة العقلية للفرد عند النضج

5- أثر العلاج الطبى والتغذية : قد تثبت البحوث فى المستقبل امكان التحكم فى النمو العقلى وتشكيله ولدينا مقاييس للذكاء يعتمد عليها فى التنبؤ لدى الراشدين وكبار الأطفال فإذا كانت نسبة ذكاء طفل فى السادسه من عمره 133مثلا أستطعنا التنبؤ أنها ستظل كذلك عند بلوغه من العمر 13 سنة زمنية وأنه سيكون ممتازا فى دراسته الجامعية .

ولقد لوحظ ارتفاع ملحوظ ودائم فى نسبة ذكاء الأطفال الذين عولجو من عمى أو صم جزئى كما لوحظ أن التعليم المدرسى قد رفع نسبة الذكاء بدرجة ملحوظة أحيانا .

الذكاء والمعرفة المكتسبة : أن الذكاء قدرة فطرية فلابد لقياسه نقيا وعزله من أثر الخبرة والمعلومات المكتسبة اى عن اثر البيئة التى يعيش فيها الشخص الذى تختبره . غير ان كل مقياس نطبقه يتوقف النجاح فيه فى الواقع على معرفة مكتسبة .

الذكاء والنجاح فى الدراسة :يتوقف النجاح فى الدراسة على عوامل شتى صحية وعقلية وإنفعالية وإجتماعية والذكاء عامل رئيسى من هذه العوامل ولقد تأكدت فائدة اختبارات الذكاء على نحو لا يرقى اليه الشك فى التنبؤ بالنجاج الدراسى والأكاديمى حيث يميل كثير من العلماء الى تسميه اختبارات الذكاء باختبارات "الأستعداد الدراسى"

الذكاء والنجاح فى المهنة :يقتضى النجاح فى المهن والأعمال المختلفة نسب مختلفة من الذكاء فالمهن التى تتطلب التخطيط والتصميم والحكم والأبتكار والدهاء وسعة الحيلة او تتطلب اشخاصا يستطيعون العمل دون اشراف دقيق عليهم يتوقف النجاح فيها على قدر كبير من الذكاء على تفاوت واختلاف فى هذا المقدار ومن تلك المهن السياسية وادارة الشركات والطب والمحاماه والتدريس بالجامعات .

الذكاء والتوافق الأجتماعى : التوافق الاجتماعى : هو حالة تبدو فى قدرة الفرد على عقد صلات راضية مرضيةمع من يعاملهم من الناس وقدرته على مجاراة قوانين الجماعة ومعاييرهم وإلا كان سئ التوافق , ولسوء التوافق مظاهر عديدة منها الأمراض العقلية ,وغير ذلك من ضروب الأنحراف الخلقى



علاقة الذكاء بالتوافق : أن الذكاء شرط ضرورى للتوافق الأجتماعى اذ يرفع من قدرة صاحبه على التكيف وحسن التصرف والقدرة على التبصر فى عواقب اعماله , غير أن الذكاء ليس الا عاملا واحدا من العوامل الكثيرة المختلفة التى تسهم فى تقنين السلوك وتجيهه فالى جانب الذكاء هناك الدوافع الشعورية واللاشعورية وما يحتضنه الفرد من معايير ومثل أخلاقية فضلا عن قدرته على ضبط النفس ومقاومة الأغراء .

الذكاء والخلق والجريمة :

العلاقة بين الذكاء والجريمة : أظهرت بعض البحوث ان معامل الأرتباط بين الذكاء والصفات الخلقية ارتباط موجب لكنه طفيف قد يقل فى بعض الأحيان عن ,20 وهو إرتباط يخلف الظن فيما يراه الناس .

الذكاء والعبقرية :

العبقرى هو من يسعى عامدا ويقدر على احداث تغيير مبتكر اصيل فى ناحية من نواحى الحياة الأجتماعية أو السياسية أو العلمية أو الفنية أو الأدبية أو الحربية .

وهو ما يأتى بفتح جديد من ناحية من هذه النواحى . فالسمة الرئيسية للعبقرى هو الأبتكار والأبداع مع ما يتضمنه الأبداع من أصالة وسبق وتفرد وأمتياز .