الفصل الثانى : الأتجاه النفسى فى تربية الطفل.
من أبرز خصائص الاتجاه النفسى فى التربية
1- الكشف عن القدرات الهائلة الكامنة داخل الانسان
2- العناية بالطفل ودراسته ميوله وإهتماماته
3- الأهتمام بالتربية الأولية ومراحل الطفولة وهذا ما قام به بستالوزى وفروبل الذى أهيتم بالطفولة
4- أهتم هوبارت باصلاح التربية عن طريق تعديل وتطوير طرق التدريس والمناهج الدراسية حيث أعتنى ببناء التعليم على أسس علمية نفسية
5- يعتبر فروبل أول من طبق نظريات التطوير على التربية ومن خلال رياض الأطفال
أولا : يوحنا هنرى بستالوتزى : ولد بمدينة زيورخ بسويسرا 1746 كانت حياة الطفولة هادئة , فقد تبلور فى ذهنه عندما كبر فكرة عن التربية وتعليم العامة والشعب من إشتغاله بالزراعة وقد قام بعدة تجارب تربوية
1- تجربة نيوهوف : اسس مدرسة للفقراء فى نيوهوف , وكان يقوم بتربية الأطفال فى الحديقة والحقل صيفا وداخل البيت شتاءا , وكان الغرض منها إنشاء مدرسة صناعية يكون انتاجها مغطيا لنفقاطها . وإن يتعلم الأطفال الطريقة التى تجعلهم على ملاقاة ماسوف تفرضه ظرفهم من مصاعب ومعوقات البيئة الفيقيرة , وخرج من تلك التجربة بأن الطفل إذا تمت رعايته فلن يقترف سلوكا شائنا واضطر فى النهاية لاغلاقها بعد غرقه فى الديون.
2- تجربة ستانز : بعد إغارة الفرنسيين على قرية ستانز عهدت الحكومة اليه بأنشاء ملجأ وادراته , فوجد الفرصة فى تدرب وتجريب نظرياته على الصغار , وقد بنيت على مبدأ قلئل بأن التعليم الصحيح يحدث عندما يرتبط العمل والنشاط بالتعليم النظرى وكان يعامل الصغار بالعطف والشفقة ثم يبدأ فى تدريبهم . وخرج من هذه التجربة بقوله ( لايوجد إنطباع دون التعبير عنه )
3- تجربة برجدوف : حاول أن يجعل موضوع الدرس محسوسا وذلك بمشاهدة الموضوع مباشرة والتعرف عليه عن طريق الحواس , وحاول جعل موضوع الدرس مناسب لمستوى إدراك الطفل وخرج من هذه التجربة بمبدأ الانطباع الحسى واشتراك بستالوزى فى التخطيط لطريقة التعليم الجديد التى ابتكرها بع أن قام بتدريب المعلمين عليها.
4- تجربة إيفردون : لقد كان التعليم يتم فى ايفردون فكان يشرف بنفسه على تعليم الأطفال وتغذيتهم, وكان المنهج يحتوى على اللعب والغناء ومن الأنشطة التى تتخلل الدروس العلمية والعملية وبعد رضاه من تلك التجربة وضع رأيه فى التدريس للصغار وسماه الطريقة ووضع معظم مبادئة التربوية.
أهم مؤلفاته :
1- مذكرات كتبها تحت عنوان " صحيفة والد "وتعد أولى محاولاته فى الكتابة عن التربية , ومن أولى الدراسات الخاصة بالطفل
2- مقالة عن أهمية حاسة السمع
3- العقل والقلب فى طريقتى
4- تقرير لأصدقائه فى باريس
5- حول فكرة التعليم الأبتدائى : وهو عبارة عن تقرير يشمل رأيه فى التربية والتعليم المقدم للصغلر فى المرحلة الأولى حيث قسم قدرات الأنسان الى (قدرات الأرادة , الذكاء , وقدرات العمل )
6- أمسيات ناسك : وشمل هذا المؤلف 180 اقراحا لاصلاح التربية
7- من بستالوتزى المريض الى المجتمع المعافى: ويتضمن قصة حياته والعقبات التى قابلته خلالها.
8- اللغة كأساس للثقافة
آراء بستالوتزى فى تربية الطفل
1- إنما القوى التى خلقها الله فى عقل الأنسان : فعملية التربية إفراج عن قدرات الطفل المختلفة المغروسة فى طبيعتنا التى تعالج بها القدرات الطبيعية والنشاط الطبيعى.
2- العناية بالطفل ودراسة ميوله وإهتماماته : فالتربية ليست الا تنمية لاستعدادات وقوى الطفل المفطورة عليها فالعمل التربوى يتوقف على معرفة حقيقة الطفل عقله وميوله وقدراته
3- الأهتمام بالتربية الأبتدائية : فأراه كانت موجه للطفل فى المرحلة البتدائية والكتابة والحساب بشكل خاص
4- إصلاح شئون التربية بأصلاح طرائقها وتعديل مناهجها: فقد أعتقد أن طرق التعليم يجب أن تكون نتيجة نشاط الطفل نفسه من خلال تجاربه إذا يجب أن تكون الآشياء نفسها وليس نماذجها هى أساس طرق التعليم.
أهم مبادئه فى تعليم وتربية الصغار واستخدام الحواس فى تربيتهم
1- الأسرة أهم مؤسسة تربوية للصغار
2- مبادئ التربية وأسسها يبحث عنها داخل الطفل ولانفرض عليه من الخارج
3- النمو المتناسق لكل قدرات الطفل هو هدف التربية
4- الملاحظة والخبرة الشخصية أساس التربية والتعليم
5- يحب ربط الدراسة بالملاحظة واستعمال الحواس
6- الغاية الرئيسية من تعليم الطفل زيادة قواه العقلية وتنميتها
7- المحبة أساس العلاقة بين المعلم والمتعلم
الطرق المدرسية التى استخدمها بستالوتزى وأوصى بها
1- يجب أن يعرف الطفل كيف يتكلم قبل أن يتعلم
2- يجب الاستعانة بوسائل إيضاح أو يرسم الطفل قبل أن يكتب
3- يجب مراعاة النمو الطبيعى فى دراسة اللغة فتدرس الاسماء أولا ثم الصفات ثم الجمل
4- يجب الاستعانة بالأشياء المادية المحسوسة لتعليم مبادئ الحساب
5- يجب أقتران العمل العقلى بالعمل اليدوى
أهمية أفكاره التربوية وتأثيرها
1- ركز على أهمية هدف التربية الجديد
2- وضع طرق تدريس جديدة
3- إعطاؤه غرفة الدروس روحا جديدا كل الجدة
4- مشكلة التربية يمكن معالجتها اذا نظر للطفل نفسه
5- جعله التجريب قاعدة العمل التربوى بدلا من التقليد
6- يبدأ النمم الذاتى عندما يتأثر العقل بالاحساسات
تأثيره
1- أدى نشر أتباعه لمبادئه فى التربية وطرقها المستخدمه على الملاحظة واستخدام الحواس لتسابق الدول الأوربية لتأسيس مدارها على الطرق والاساليب البستالوتزية فى كل من سويسرا والمانيا وانجلترا وامريكا
2- بنى كل من (هربات ) و(فروبل ) طريقتهما فى التعليم على افكار ( بستالوتزى )
ثانيا : فرديك فروبل : ولد فى قرية أوبريسياخ فى النمسا ثم تعلم فى الجامعة وأصبح مدرسا فى مدرسة فرانكفورت فقد وجد ضالته فى مهنته التدريس حيث شعر بالسعلدة وتأثر كثيرا بأستاذه بستالوتزى بعد أن زاره فى معهد إيفردون ,ومن أهم ملاحظاته فى هذه الفترة , مشاهدته للأطفال وهم يلعبون فى الهواء الطلق ولاحظ آثر اللعب وقدرته على تقوية الأطفال جسميا وإنعاش عقولهم وإحياء ذكائهم.
المؤثرا التى تأث بها فروبل:
1- الريف وجمال الطبيعة
2- تأثر بستالوتزى وخطواته فى تعليم الأطفال
3- قرأ عن الطبيعة الأنسانية والآلهية
أهم مؤلفات فروبل :
1- تربية الأنسان : ويتكون من 6 فصول وعنوان الفصول هى
أ- الأساس المبنى على كل شئ
ب- الأنسان فى طفولته المبكرة
ت- غلومة الأنسان
ث- الأنسان كعالم أو متعلم
ج- أهم مجموعات علوم التعليم
ح- الصلة بين المدرسة والأسرة وأثر هذه العلوم فى التعلم
- وفى هذا المؤلف يحاول فروبل أن يضع بعض مبادئه الرئيسية فى التربية مستندا لعلم النفس
- يرى أنه لابد أن ينمى الحواس ويجرب الأنسان كل أعضائه وحواسه
- الوصول للحكمة هو أرقى هدف للانسان فالتربية السليمة تقود الانسان للوصوح مع نفسه والطبيعة والوحدة مع الله
2-أغانى للأمهات والحضانة : أوضح فروبل أن الغرض من هذه الأغانى هو مساعدة الطفل على أستعمال
أعضاء جسمه وأطراف وحواسه كما يساعد الأمهات على الشعور بواجبهن تجاه أطفالهن
أراؤه فى التربية
1- ذهب مذهب المربين المجددين فالتربية السليمة تكون بمراعاة مراحل نمو الطفل
2- أمن بأن الأطفال الصغار يحتاجون للرعاية وعنى بصورة خاصة بالنمو الخلقى للآطفال
3- أكد على وجوب عدم تدخل المعلم فى عملية التعليم والتدريب مباشرة بل تترك للاطفال مجالا لآكتشاف قدراتهم
4- كان مفضلا لتعليم المرأة للاطفال فى الرياض لأنها أقدر على معرفة الطفل وأكثر تعليقا به
5- هدف التربية هو النمو المتكامل لجميع جوانب العقل والجسم والروح
6- العقل وحدة كاملة ليس مقسما الى ملكات أو قوى مستقلة
7- أشاد فروبل باللعب على أنه أكثر المهارات أهمية فى تحقيق النمو الأمثل للطفل
تربية الطفل ما قبل المدرسة:
- إقترح مناهجا تسير عليه الدراسة فى رياض الأطفال
أ- نمو القوى العقلية والجسمنية والنفسية ب – الحصول على المعرفة
ج-الحصول على المعرفة د- الوصول للمهارة فى العمل وبخاصة عند تطبيق المعرفة على العلم
- رأى توجيه كل عناية الى تربية حواس الطفل التى هى أبواب العقل أو تصل منها المعلومات وهى الوسيط بين الكون ليعيش فيه ولذلك أعد الهدايا والاشغال التى تدرب حواس الاطفال
- لقد كانت لعب الأطفال تشكل الوسائل والمنهج والكتاب بالنسبة لأطفال رياض الأطفال عند فروبل ولذلك أختار ثلاثة أشكال هى ( الدائرة – المكعب – الأسطوانة )
- أعتبر الرسم ضروريا لحياة الطفل مثل اللعبة حيث كان يرى أن كفأة الرسم تكون فطرية مثل كفأة الحديث وينبغى تطويرها وتهذيبها.
ثالثا : جان بياجيه : ولد فى أغسطس 1896 بنيو شاتل بسويسرا كان قليل الأهتمام بالمسائل الدينية , فطبع عدم التوافق الميتافيزيقى هذا بين والديه , أثرا كبيرا على تفكيره , وأوجد الصراع بين العقيدة الدينية والمعرفة, وقد جمع بياجيه مجد العلم من أطرافه إبتداء من الرياضيات مرورا بالعلوم الطبيعية من نبات وحيوان , والمنطق وحتى العلوم الانسانية من فلسفة وعلم إجتماع وتربية الطفل والتحليل النفسى.
مؤلفات بياجيه:
1- اللغة والتفكير عند الطفل (1923 )
2- الحكم والأستدلال عند الطفل ( 1924)
3- تمثيل العلم عند الطفل (1926 )
4- بناء الواقع عند الطفل ( 1936 )
5- ولادة الذكاء عند الطفل ( 1936 )
6- السببية الفيزيائية عند الطفل (1937 )
أهم أفكار بياجية النفسية: قام بياجيه بدراسات طولية للأطفال مركزا على التطور والتغير الحاصل عبر مراحل نموهم المتعاقبة فى إدراكهم المعرفى العقلى , ويسمى بياجيه انتقال الاطفال من مرحلة نمائية إلى أخرى بالمقدرات العقلية, وهذا يعنى تكيف الفرد مع بيئته , والعملية التكيفية مه البيئة تتخذ شكلين هم
أ- التمثل : يعنى تغيير البيئة لتساير وتتمشى مع سلوك الفرد
ب- المواءمة : وتعنى تغيير سلوك الفرد ليساير البيئة ويتمشى معها
وقد وضع بياجيه مبادئ عامة تسير عليها عملية النمو ويمكن توضيحها فى الأتى
1- هناك استمرارية محدودة لكل عمليا ت النمو
2- النمو يتقدم خلال عمليتى التعميم والتميز وتتصف هاتان العمليتان بالاستمرارية
3- الاستمرارية تتصف بأنها عملية تفتح
4- كل مرحلة تتضمن تكرارا للعمليات التى تمت فى المراحل السابقة
5- التنظيمات المختلفة هذه تكون ترتيبا تصاعديا للخبرات والأفعال عند الأفراد
6- الأفراد يحققون مستويات متباينة داخل هذا الترتيب التصاعدى
مراحل النمو العقلى لبياجيه : المر حلة الأولى والثانية لانهما تناسبان المرحلة قبل الابتدائية
(أ) المرحلة الحسية والحركية ( من الميلاد حتى السنة الواحدة والنصف أو السنتين )
- الدافعية : حيث تنمو المخططات والبنى المعرفية التى تتسم بها حياة الراشد , فالطفل يتعلم عن طريق التفاعل المباشر مع محيطه.
- التفكير المتمركز حول الذات : حيث إن كل ما يدركه الطفل ويفعله يدور حول نفسه وحاجاته
- مفاهيم الحقيقة الواقعية: ففى تلك المرحلة يطور الطفل فيها أوليا لعوامل المكان والزمان والسببية والطفل يتعلم تلك الأمور من خلال التفاعلات الشخصية مع البيئة.
- التقليد : ففى البداية يستطيع الطفل أن يكرر حركاته فقط , وفيما بعد يستطيع أن يقلد نموذجا على أن يكون هذا النموذج تكرارا لأحد تصرفاته الخاصة.
(ب) مرحلة ماقبل العمليات من سنتين الى سبع سنوات : ويمكن تقسيم هذه المرحلة الرئيسية إلى مرحلتين هما : (( التفكير السابق للمفاهيم, والفكر الحدسى ))
1- المرحلة الفرعية : التفكير السابق للمفاهيم من 2: 4 سنوات فى هذه المرحلة الفرعية تحدث ثلاثة, أشكال رئيسية من النمو , وهى نمو الفكر الرمزى , واكتساب اللغة , وظهور المنطق الأنتقالى فبمجرد وصول الطفل إلى هذه المرحلة , تأحذ القدرة على استخدام الرموز والصور الذهنية فى الأزدياد بشكل واضح , وبسرعة كبيرة فتزداد قدرته اللغوية زيادة هائلة
2- المرحلة الفرعية الثانية : من سن 4: 7 سنوات , وفى هذه المرحلة يكون الأمر بارز فى تفكير الطفل أنه يؤكد دائما ولايبرهن على ما يؤكده كما أنه يكتفى بالأشارة الى الأشياء التى تقابله ولايمكن تعريف المفاهيم
المبادئ التربوية المستخدمة فى نظرية بياجيه النفسية
1- التعليم يجب أن يكون شيقا نشيطا
2- أهمية التفاعل بين الأطفال فى المدرسة
3- افضلية العمل العقلى المبنى على التجربة وليس على اللغة
4- هدف التعليم بالنسبة لبياجيه أن يحسب تغيرات الاطفال السيكولوجية والسماع له بالتحرك فى مجتمع يفضل القيم الاجتماعية العقلية والخلقية.
مقتضيات عمل بياجيه فيما يخص المربين
1- مراعاة الفرو الفردية بين تفكير الطفل وتفكير البالغين
2- مساعدة الطفل على اختبار ما تجرى مناقشته
3- الأجابة على الطفل لأنها قد تكون مفتاح تعلم الأشياء
4- استخدام مثيرات معتدلة الجدة
5- السماح للأطفال بالمناقشة
التطبيقات التربوية لنظرية بياجيه
1- تعلم التقنيات : يعرف بياجيه الذكاء كبنية عامة ومتكاملة , حيث تقوم كل العناصر بعملهل
2- إنتقال المتعلم من التجربة المحسوسة إلى الفكرة المجردة: فالتجربة الحسية تنسب فى العادة إلى الأتصال مع الأشياء والأحداث الحقيقية
ومن التطبيقات التربوية أيضا لنظرية بياجيه
1- ضرورة مد الطفل بالمثيرات والجو اللازمين لتحقيق إمكاناته فى الزمن والسرعة المناسبين
2- لمعرفة وفهم الفروق الفردية ينبغى أن نفهم النم السوى
3- الأهتمام بتأثير البيئة فى النمو العقلى للطفل
السمات البارزة لنمو أطفال ماقبل المدرسة الأبتدائية والاجراءات التربوية التى تواكب هذا النمو
1- الصفات الجسمية : يتصف أطفال هذه المرحلة بالنشاط الجسمى الزائد ولديهم قدرة طيبة على التحكم فى حركاتهم الجسمية , ويستمتعون بالحركة لذاتها , ولذلك هم دائبو النشاط الجسمى
2- الصفات الأجتماعية : يتميز أطفال ماقبل المدرسة بالمرونة فى علاقاتهم الاجتماعية , فهم يلعبون ويمارسون الأنشطة مع زملائهم من الأطفال
3- الصفات الانفعالية : تتميز هذه المرحلة بتعبير الأطفال عن انفعالاتهم بطريقة صريحة وفى حرية , فالتفجرات الغضبية كثيرة الحدوث ,كما تكثر وتتضخم مخاوفهم وأوهامهم.
4- الصفات العقلية : تتميز المرحلة بتمتع الطفل بمهارة عالية فى اللغة وحب التكلم عند معظم الأطفال وبخاصة أمام مجموعة ,كما أن قدرتى التخيل والأبتكار تكونان فى قيمتها