جان جاك روسو (1712-1778)
1- حياته : ولد روسو فى عام 1712 بجينبف من أسرة فرنسية الآصل بروتستانتية المذهب . ولقد عهد والده الى أحد الحفارين كى يعلمه صناعته, وكان هذا الرجل فظا قاسيا فغادر روسو المدينة هربا منه وهو فى السادسة عشرة , وهام على وجه يحترف شتى الحرف فى سويسرا وايطاليا ولقد ورث روسو كثيرا من صفات والديه فورث عن أبيه الخيال الجامح ,وخفة الروح والميل الى الكسل , والاندفاع وراء الشهوات وقلة الاعداد بالفضائل وعدم الاستقرار , ولقد ورث من أمه قوة العاطفة وحب الجمال
ويؤكد كثير من الكتاب أن التغيير الجذرى الذى حدث فى حياة روسو وهو فى التاسعة عشرة من عمره , كان نتيجه لتعلقه بمدام دى وارنز , تلك السيدة التى كانت على جانب كبير من الرقة والجمال والتى أوت روسو ولم تبخل عليه بعطفها ورعايتها واهتمامها به . ولقد أثرت مدام دى وارنز فى روسو حيث أدخلته المدرسة وعلمته القراءة , وشجعته على الانتقال من مذهبه البروتستانتى الى مذهبها الكاثوليكى.
ولقد استطاع روسو تحت رعاية وارشاد هذه السيدة التى دامت علاقته بها أكثر من عشر سنوات أن يحرز تقدما قليلا فى تقويم سلوكه وبمساعدة تها أيضا استطاع أن يتعلم مبادئ اللغة اللاتينية, وأن يحيط نفسه بمزيد من الاطلاع لمختلف الادباء والفلاسفة والمفكرين وفى عام 1741 قطع علاقته بمدام دى وارنز ورحل الى باريس حيث تعرف على تيريز ليفاسيويه وكانت تعمل خادمة , وعاش معها روسو ثلاثة وعشرين عاما كصديقة ثم كزوجة , ولقد أنجب منها خمسة أطفال وكان مصيرهم جميعا أن يودعهم أحد الملاجئ .
حقا أن ما وصل اليه روسو من نتائج فى علم التربية والاجتماع والفلسفة والسياسة يعد انقلابا عظيما, وبخاصة ضدوه من رجل لم ينل حظه من التعليم الأدبى , ولم يثقف ثقافة علمية.
2- وفاته : يقال انه انتحر وقيل ان سكتة قلبية قد دهمته فمات ودفن فى ليلة صيف هادئة بين أحضان الطبيعة ووسط الاشجار ولكن بعد أن نجحت الثورة الفرنسية عام 1789 حمل الثائرون جثته حيث دفن مع عظماء فرنسا فى البانتيون .
3- مذهبه الجديد : كان يقوم على الاعلاء من شأن المدينة القائمة فى عصره , والدعوة الى تنظيم المجتمع واعادة بناء الدين بما يتفق والطبيعة البشرية , والايمان بالعواطف والمشاعر الانسانية , وكذلك الايمان بحقوق العامة والعطف عليهم . وكذا الايمان بالطبيعة الخيرة للانسان وبوجوب تربية الطفل بما يتفق وطبيعته وميوله وحاجاته الحاضرة.
4- العوامل التى أثرت فى حياة روسو الفكرية
1- ماورثه من والديه من صفات وخصائص
2- حياة الشقاء والبؤس التى عاشها فى طفولته وشبابه
3- قوة عاطفته , ورقة شعوره واضطرابه النفسى وكذلك استهتاره بالقيم السائده فى عصره
4- اتصاله عن طريق القراءة والاطلاع بالتراث الفكرى .
5- فلسفة التنوير التى اتصل بفلاسفتها وعاش معهم فترة كبيرة
5- تأثير روسو فى التربية فى القرن الثامن عشر
أ- دعا الى تعليم كلما يمكن تعليمه بالملاحظة المباشرة للأشياء المادية والظواهر الطبيعية
ب- الغى الطرق التقليدية فى التربية ولم يقتنع بما كان فى أيامه من أسس وأراء عن التعليم
ت- تعتبر فلسفته مرحلة مهمة من مراحل تاريخ الفكر التربوى
ث- سار على نهجه جون ديوى وبعضى الفلاسفة التربوين المحدثين
ج- بناء التربية على علم النفس , حيث ان كليهما يدعم الاخر ويعوقه
6-أهم كتابات روسو فى مجال التربية
1- مقالة عن العلوم والفنون 2- مقالة عن أصل عدم المساواه بين الناس
3-مقالة الاقتصاد السياسى 4- العقد الاجتماعى
5-اميل 6- أعترافاته
كتاب إميل : هو أفضل الكتب التربوية , وكان بناء على سؤال سيدة له , عن كيفية تربية أبنهائها التربية المثلى , وقد وضع روسو إميل كيف يربى الطفل منذ ميلاده وحتى يبلغ ال 20 من عمره وتشمل أربعة أجزاء لتربية إميل ( الولد) والجزء الخامس لتربية الفتاه كى تستعد لزوجها.
كتاب العقد الأجتماعى : أكد فى هذا الكتاب على ضرورة وجود تنظيم إجتماعى وحكومة تتولى الأشراف على هذا التنظيم الأجتماعى , ولكن هذه الحكومة يجب أن تكون صالحة وتسويها إرادة الشعب وئؤكد أن أراء الشعب حق دائم له لكى يعيش المواطنون فى حرية وأخوة.
الأفكار التربوية التى تضمنها كتاب إميل
1-الكتاب الآول : من الميلاد حتى سن الخامسة : وهى المرحلة التى تمتد من الميلاد تى الخامسة ويوجد المربي جهده ال تكوين الجسم احتراما لحقوق الطبيعة
2- الكتاب الثانى من الخامسة الى سن الثانية عشرة : ويرى أن ما يناسب الطفل فى هذه السن هو النوع نفسه من التربية السلبية لان الطفل مايزال يهتم بالنشاط ويجب ألا أن يفرض عليه ضوابط خارجية
3- الكتاب الثالث من سن الثانية عشرة حتى سن الخامسة عشرة : ويؤكد روسو أن الطفل يجب أن يثقف بالمعارف الطبيعية وذلك بأن يتصل بالأشياء مباشرة وأن يصل بالملاحظة الشخصية لاستكشاف الضرورى من العلم والفن
4- الكتاب الرابع من سن الخامسة عشرة الى العشرين : يجب أن يتعلم الطفل الأخلاق فتنمو لديه الثقة بالنفس والشفقة وحب الناس وضبط أهواء النفس
5- الكتاب الخامس : تربية المرأة : يحاول روسو فى هذا الجزء بتنوير أرائه فى تربية الفتاة التى ستصبح إمرأة مهمتها إرضا الرجل . ولذا يجب أن تربى لتحقيق هذا الهدف
ويعتبر هذا الكتاب من أعظم الكتب وأمسها بموضوع الحركة الطبيعية ويسمونه "إنجيل التربية فى ذلك العصر"
إعترافاته : كتبها فى أواخر حياته ونشرت بعد حياته , وكان أمينا صادقا فيها فلم يخف من الخطايا التى ارتكبها
7-روسو فى ضو النقدأ- عزل روسو طفله عن المجتمع , وغالى فى العناية بالطفل وفرديته
ب- أعتمد روسو فى تربية طفله على مربى خاص
ت- ذكر روسو دروسا ثمينة فى تربية النشئ, مع أنه هجر أطفاله
ث- يؤخذ على روسو ثورته الشديدة على المدنية , وعلى كل ضابط اجتماعى
ج- بالغ روسو فى اعتماده على تنمية الحواس
ح- يعاب على كتاب إميل أنه كتاب غير منطقى وكثير الاخطاء
8-روسو وفلاسفة التنوير
أ-روسو وكانط : أمن كانط بثنائية روسو ويرى أن هناك عالمين هما عالم خارجى ظاهرى تميزه الضرورة _ عالم أخلاقى داخلى تميزه الحرية والذكاء الانسانى
- هناك شبه ثان بين روسو وكانط وهو أن مقياس الصواب الخلقى لعمل ماهو اساس قدرة هذا العمل على أن يصبح كليا
ب- روسو وفولتير : كان فوليتير مختلفا عن روسو فهو محسن بطبيعته مستعدا للتضحية بنفسه فى سبيل الدفاع عن البرئ والضعيف